من أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف يعد من التساؤلات التي يتم البحث عنها بكثرة عبر العديد من مواقع الإنترنت المتنوعة، ومواقع التواصل الاجتماعي، لهذا سوف نوضح لكم في مقالنا اليوم الإجابة الصحيحة عن هذا التساؤل، بالإضافة إلى تناول عدد من النقاط الخاصة بهذا الموضوع.

من أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف

 ملوك الدولة الفاطمية هم أول من احتفل بالمولد النبوي الشريف منذ قديم الزمان، ففي القرن الرابع قام الخليفة الفاطمي العبيدي بتطبيق تلك الفكرة في كل عام بصفة دائمة.

يعد الملك المظفر أبو سعيد بن زين الدين علي بن بكتكين حاكم أربيل هو أول من قام بعمل مراسم متميزة ومنظمة من أجل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فقد كان هذا الحاكم يحكم جميع أنحاء مملكة العراق.

ومن بعد الدولة الفاطمية وحاكم أربيل واظب المسلمين على الاحتفال بقدوم مولد النبوي الشريف بشكل مستمر، فهو يعد من أجمل المناسبات التي ينتظر قدومها جميع المسلمين في كافة بلدان العالم بشغف وشوق كبير.

ومن الجدير بالذكر أنه تختلف مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من مكان لآخر باختلاف الثقافة السائدة في ذلك المكان، وتدل تلك الاحتفالات على المكانة العالية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم لدى كافة المسلمين.

مع العلم أن الرسول لم يحتفل بيوم ميلاده طوال حياته، ولم يحتفل أيضًا جميع الصحابة رضوان الله عليهم بذلك، لهذا يعد الاحتفال بالمولد النبوي من الأمور الغير موجودة في الشريعة الإسلامية، ولا تعد من السنة، فهي من الأمور المستحدثة، حيث أنه يذكر المسلمين في شتى بقاع الأرض كل عام مولد النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.

حكم الاحتفال بمناسبة المولد النبوي

اختلف فقهاء المسلمين بين بعضهم البعض في حكم الاحتفال بتلك المناسبة العظيمة، فيرى البعض منهم أنه لا يجوز، ويرى البعض الآخر أنها تعد من الأمور المستحبة، لهذا سوف نوضح لكم في السطور التالية عدد من تلك الآراء، وهي كما يلي:

  • رأي الإمام الحافظ ابن حجر

يقول الإمام الحافظ رحمة الله عليه أن تلك المناسبة لم يكن لها وجود في زمن النبي صل الله عليه وسلم، ولم ترد عن أحد من الصحابة والسلف الصالح، ولكن من الممكن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، حيث أنه يرى أنه يعد من البدع المستحبة والحسنة، ولكن يجب عند الاحتفال بها اجتناب جميع المخالفات.

  • الإمام القسطلاني

 يقول أن المسلمين بعد مرور ثلاث قرون على قدوم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يحتفلون بشكل مستمر بتلك المناسبة، ويخرجون الكثير من الصدقات، وتظهر عليهم السعادة والسرور والفرحة.

ويقيمون الولائم التي يطعمون منها الغني والفقير، القريب والبعيد، وفي تلك المناسبة أيضًا يقبل العديد من المسلمين على قراءة السنة النبوية الشريفة، لهذا يجوز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.

  • الإمام السخاوي

 يرى أن المسلمين في هذا اليوم يخرجون المثير من أنواع وأشكال الصدقات، ويظهر عليهم في الاحتفال بتلك المناسبة العظيمة البركات والخير، لهذا يعد الاحتفال بهذه المناسبة من البدع المستحبة.

  • ابن الباز

 عندما سئل الإمام ابن الباز رحمة الله عليه عن حكم الاحتفال بتلك المناسبة، كان جوابه بعدم جواز الاحتفال بها، واستند في رأيه ذلك على أن النبي لم يحتفل بها في حياته، ولم يقم بفعل ذلك أيًا من الخلفاء الراشدين أو الصحابة رضي الله عنهم جميعًا.

يقول الشيخ ابن الباز أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر المسلمين من البدع، فقد كان عليه السلام يبدأ خطبه دائمًا بقول ” أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، وإن أفضل الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار “.