من هو الذي قال عنه الرسول: ‏(أشبهت خَلقي وخُلُقي) ،  كان الصحابة رضوان الله سبحانه وتعالى عليهم جميعا مثالا يحتذى به في الأخلاق الحميدة، وقد كانوا يتصفون بالكرم والجود وشجاعتهم وبسالتهم في الحروب، والدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأيضًا كانوا مثالا في التصدق على المساكين والمحتاجين وقد كانوا يتنافسون في أعمال الخير والعبادات.

من هو الذي قال عنه الرسول: (أشبهت خَلقي وخُلُقي)

جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب وهو واحد من الصحابة الأوائل في الإسلام، وهو ابن عم رسول الله، وأخوته هو علي أبو الحسن والحسين.

وقد هاجر مع رسول الله إلى المدينة المنورة حين عملت قريش بإخراج النبي من مكة هو ومن برفقته من الصحابة، وقد طفل صغير في سنة 34 قبل الهجرة، وتوفي في غزوة مؤتة في سنة ال8 هجريا، وقد تزوج من أسماء أبنت عميس وله أربعة أولاد.

متى أسلم جعفر بن أبي طالب

أسلم جعفر بن أبي طالب، ثم هاجر مع جماعة من المسلمين إلى الحبشة، ومكثوا فيها لدى ملكها النجاشي، ثم هاجر جعفر إلى المدينة المنورة يوم فتح خيبر، فكانت له هجرتان: هجرة إلى الحبشة، وهجرة إلى المدينة. وشهد جعفر بن أبي طالب غزوة مؤتة التي دارت سنة ثمانية من الهجرة بين المسلمين والروم، وقد كان هو أمير قوات مسلحة المسلمين إذا تم إصابة زعيمهم زيد بن حارثة الأول. إذ قام بأخذ جعفر اللواء بيده اليمنى فقطعت، فأخذه بشماله فتم قطعها، فاحتضنه النبي صلى الله عليه وسلم بعضديه حتى قتل وهو ابن 41 سنة، فصلى عليه الرسول وقال عنه: استغفروا لأخيكم فإنه شهيد.

هجرته إلى الحبشة

وقتما رأى النبي محمد ما يصيب أصحابه من المصائب، وأنه لا يتمكن منعهم من الأمر الذي هم فيه من المصائب قال لهم: لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا لا يظلم لديه أحد.وهي أرض صدق، حتى يجعل الله لكم فرجا الأمر الذي أنتم فيه، فخرج لدى ذاك المسلمون من أصحاب الرسول إلى أرض الحبشة، مخافة الفتنة وفرارا بدينهم، فكانت أول هجرة في الإسلام. أول من غادر المسلمين إلى الحبشة عثمان بن عفان، بصحبته امرأته رقية بنت الرسول محمد، وأيضًا الزبير بن العوام، ومصعب بن عمير، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو سلمة بن عبد الأسد. برفقته امرأته أم سلمة أبنت أبي أمية، وسهيل بن بيضاء، وهو سهيل بن وهب بن ربيعة. فكان هؤلاء أول من غادر المسلمين إلى أرض الحبشة.

هجرة جعفر بن أبي طالب إلى المدينة المنورة

لما هاجر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وآخى بين المهاجرين والأنصار، منهم جعفر بن أبي طالب ومعاذ بن جبل. كان جعفر بن أبي طالب يومئذ غائبا بأرض الحبشة، قدم جعفر بن أبي طالب على الرسول محمد يوم فتح خيبر، فقبل الرسول بين عينيه، والتزمه، وأنزله الرسول إلى جانب المسجد. روى وقال عن أبي موسى أنه قال: بلغنا مخرج النبي صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن، فخرجنا مسافرين إليه أنا وأخوان لي أنا أصغرهم، في بضع وخمسين رجلا من قومي، فركبنا باخرة، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة. فوافقنا جعفر بن أبي طالب فأقمنا برفقته حتى قدمنا سويا، فوافقنا النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتحت خيبر، فكان قوم من الناس يقولون لنا –أي يقصد لأهل الباخرة-سبقناكم بالهجرة، ودخلت أسماء أبنت عميس وهي ممن جاء معنا على حفصة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم زائرة.