تعد تجربتي مع استئصال الرحم من التجارب بالغة الصعوبة، حيث كنت أريد أن يرزقني الله بمولود يكون دعما لأخوه في الحياة،  حتى تعرضت في يوم لنزيف شديدا، وكان الطفل قد توفى، وبعد عمل أشعة مقطعية على الرحم، وجد الطبيب وجود ورم في الرحم، ولم تفلح كل المحاولات في علاجه ولا وقف النزيف، فقرر الطبيب  استئصال الرحم الخاص بي. 

أسباب استئصال الرحم

من خلال تجربتي مع استئصال الرحم، سوف اذكر لكم بعض من الاسباب، التي تؤدي لأتخاذ الطبيب، هذا القرار، فيما يلي:

اقرأ أيضًا : تجربتي مع العكبر السائل وما هي الأضرار الناتجة عنه؟

الإصابة بالتصاق المشيمة

  • يتعرض بعض السيدات الحوامل لحدوث، التصاق المشيمة في جدار الرحم. 
  • يسبب هذا الالتصاق نزيف شديد للأم أثناء عملية الولادة. 
  • يلجأ الطبيب في هذه الحالة إلى استئصال الرحم، للحفاظ على حياة الأم. 

بطانة الرحم المهاجرة

  • يحدث في بعض الحالات نمولنسيج بطانة الرحم، ويقوم الطبيب بعمل أزالة لهذه الأنسجة، قبل عمل استئصال للرحم. 
  • ينتج عن نمو هذه الأنسجة، عدم انتظام في الدورة الشهرية، وقد يتطور الأمر لحدوث عقم. 

الإصابة بالنزيف الحاد

قد تصاب المرأة بنزيف حاد لا يتوقف بعد خوضها لعملية الولادة القيصرية مباشرةً، وحينها يصف لها العلاج المناسب الذي يعمل على توقف النزيف، ولكن في حالة عدم استجابة الحالة إلى العلاج واستمرار النزيف يلجأ الطبيب إلى عملية استئصال الرحم.

 الإصابة بأورام الرحم السرطانية

تعتبر الأورام السرطانية من أكثر مسببات عمليات استئصال الرحم تصل إلى حوالي 10 %، مثال على الأورام السرطانية: سرطان المبيض وسرطان الرحم، ويلجأ الطبيب إلى عملية استئصال الرحم للحد من خطر الإصابة بالسرطان.

هبوط الرحم

قد يحدث في بعض الأحيان عند السيدات انزلاق في الرحم، حيث إنه يسقط في المهبل ويتبع هذا السقوط مشاكل متعددة تواجه المرأة التي تعاني من هذا الأمر، ويحدث ذلك عند السيدات اللواتي يعانون من السمنة المفرطة، أو عند النساء اللواتي انقطع عنهم الدورة الشهرية.

الأمر الذي يؤدي إلى الشعور بالضغط الزائد في الرحم، بالإضافة إلى الإصابة بالآلام شديدة في المعدة، ومشاكل في المسالك البولية، وحينها يلجأ الطبيب أولًا إلى علاج الأمر عن طريق إصلاح أنسجة الحوض الضعيفة، ولكن في حالة عدم نجاح العلاج يلجأ الطبيب إلى عملية استئصال.

الأورام الليفية

من الممكن أن تؤدي الأورام الليفية إلى إصابة المرأة بالنزيف الحاد المصاحب بألم وتعب شديد، ويوصف الطبيب المعالج بعض الأدوية أو الإجراءات الأقل تدخلًا من عملية استئصال الرحم والتي تتمثل في استئصال الورم العضلي لمعالجة الأورام الليفية، ولكن في حالة استمر نمو الأورام الليفية، يلجأ الطبيب إلى عملية استئصال الرحم.

أنواع عملية استئصال الرحم

إن السيدات اللواتي يتعرضن إلى عملية استئصال الرحم يشعرون بالحزن الشديد، ولكن يلجأ الأطباء في حالة عدم استجابة الحالة المرضية للعلاج وللحفاظ على حياتهن، وهناك أكثر من طريقة لعمليات استئصال الرحم من خلال التالي:

  • استئصال الرحم بشكل كامل.
  • استئصال جزء مخن الرحم، وإبقاء عنق الرحم.

استئصال الرحم الجذري من عنق الرحم، والجزء العلوي من منطقة المهبل، التي تعد من العلاجات المستخدمة لسرطان الرحم.

الجدير بالذكر أن عملية الاستئصال تتم بطرق مختلفة مثل العمليات الجراحية وعن طريق المنظار ومن خلال عملية الشفط، ويقوم الطبيب بقرار ذلك الإجراء بناءً على حالة المرضية، وسوف نتعرف على طرق استئصال الرحم المستخدمة وهي:

  • يتم من خلال جرح بسيط عبر المهبل واستخراج الرحم، وهي من العمليات التي لا يصاحبها الآلام كبيرة.
  • من الممكن استئصال الرحم عن طريق البطن من خلال عمل شق في منطقة أسفل البطن، وهذه الطريقة يتم استخدامها في حالة سرطان الرحم، لأنه يتم استئصال الرحم كاملًا.
  • يتم استئصال الرحم بواسطة المنظار حيث يتم تقطيع الرحم إلى قطع صغيرة، وبعد ذلك يتم إخراجه بالمنظار.
  • يتم تقطيع الرحم بواسطة المنظار وشفطه عبر المهبل.

تأثير استئصال الرحم على صحة المرأة

إن عملية استئصال الرحم تعد من أحد العمليات الصعبة، التي يترتب عليه العديد من الآثار النفسية والجسدية للمرأة، وسوف نتعرف على الآثار الجسدية التي تحدث للمرأة بعد هذه العملية فيما يلي:

  • 1- الإفرازات المهبلية الدموية

تلاحظ المرأة  بعد استئصال الرحم نزول إفرازات مهبلية دموية، وهذا الأثر يكون في خلال الأيام أو الأسابيع التالية للعملية أو بعد العملية مباشرةً؛ لذا ينصح في هذه الفترة قيام المرأة بارتداء الفوط الصحية في هذه الفترة.

  • 2- ألم المهبل وتورمه

شعور المرأة بآلام ووجع شديد في منطقة المهبل بعد إجراء عملية الاستئصال، بالإضافة إلى تعرض المرأة بعد العملية إلى التهاب شديد وتورم في المهبل، خصوصًا في حالة تعرض المرأة لاستئصال الرحم عن طريق  شق البطن.

أما عند استئصال الرحم عبر المهبل، يكون هنا وقت التعافي أقل، ومن الممكن أن تعود المرأة لممارسة حياتها الطبيعية خلال  ثلاثة إلى أربعة أسابيع بعد إجراء العملية.

الجدير بالذكر إنه هناك آثار جانبية أخرى تحدث للمرأة عند استئصال الرحم الكامل، حيث يتم في هذه العملية استئصال المبيضين أيضًا، ومن أهم هذه الآثار ما يلي:

  • الإصابة بجفاف في المهبل
  • التعرق الغزير في الليل
  • اضطرابات النوم والأرق

 

  • 3- هبوط أعضاء الحوض

من الممكن أن تصاب أعضاء الحوض بالهبوط بعد استئصال الرحم على المدى البعيد، وهذا بسبب أن المهبل لم يعد كما كان من قبل متصل بالرحم، الأمر الذي يؤدي إلى انتفاخ المهبل خارج الجسم، ومن الممكن أن تهبط الأعضاء الأخرى أيضًا والتي تتمثل في: المثانة، الأمعاء إلى أسفل، الأمر الذي يترتب عليه مشكلات متعددة في التبول.

  • 4- التأثير النفسي لعملية استئصال الرحم

إن الكثير من السيدات يعانون قبل عملية استئصال الرحم من الآلام الشديدة الجسدية والنفسية، كما أن المرأة بعد استئصال الرحم تمر بفترة نفسية عصيبة، حيث إن إزالة الرحم يترتب عليه عدم القدرة على الإنجاب مرة ثانية، والتأثير النفسي يصبح أكبر في حالة كانت المرأة صغيرة في العمر.

بالرغم من أن إزالة الرحم يترتب عليه انقطاع الدورة الشهرية، الأمر الذي يؤدي إلى شعور المرأة بالراحة، ولكن هذا الأمر لا يقلل من فقدان المرأة لجزء مهم في جسدها، ولا يعوض فقدانها للأمومة، الأمر الذي يترتب عليه زيادة عصبية المرأة وتوترها وقلقها المستمر؛ لذلك ينصح المرأة بالذهاب إلى الطبيب النفسي في حالة شعورها بالضغط العصبي.

  • 5- تأثير إزالة الرحم على الجماع

إن الكثير من السيدات يعتقدن أن عملية استئصال الرحم تعني التوقف عن الجماع، ولكن هذا غير حقيقي، حيث إن الرغبة في الجماع تبقى كما هي عند المرأة بعد استئصال الرحم، ولكن هناك بعض الآثار الجانبية بعد إجراء عملية إزالة الرحم، وهذه الآثار تتمثل فيما يلي:

  • إصابة المرأة بجفاف في المهبل مما يجعلها تعاني من الآلام خلال الجماع، وذلك بسبب انخفاض نسبة هرمون الاستروجين في الجسم.
  • في حالة تزامن عملية استئصال الرحم مع انقطاع الدورة الشهرية، قد تتأثر مع الرغبة الجنسية المرأة وتنخفض.

اقرأ أيضًا : تجربتي في رفع فيتامين د وألم العظام

نصائح بعد عملية استئصال الرحم

بعدما عرضت لكم تجربتي مع استئصال الرحم، تجدر الإشارة إلى أنه هنالك العديد من النصائح التي من شأنها أن تساعد المرأة على الشفاء بشكل أسرع، وهذه النصائح تتمثل في التالي:

  • يجب أخذ قسط من الراحة لفترة من الوقت بعد إجراء العملية.
  • ينصح بعدم حمل الأوزان الثقيلة.
  • يجب تناول الأدوية المسكنة التي تساعد على تخفيف الألم الناتج عن العملية الجراحية.
  • يلزم التوقف عن القيام بالأعمال المنزلية حتى يتم التعافي بشكل نهائي.
  • ينصح المريضة بالمشي الخفيف كي يتم تسريع عملية الشفاء والتعافي.
  • يجب على المرأة المتزوجة عدم ممارسة العلاقة الحميمة مع زوجها لمدة ستة أسابيع.
  • الحرص على تناول الأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن.
  • الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالألياف، التي تعمل على تجنب الإصابة بالإمساك.
  • المتابعة المستمرة مع الطبيب المعالج لحين التعافي التام.
  • يفضل أن تقوم المرأة بممارسة تمارين كيجل لتقوية عضلات الحوض.