إن خطبة عن وداع رمضان واستقبال العيد PDF، تعتبر من أشد أنواع الخطب تأثيراً علي قلوب المسلمين، حيث تمتلأ بالعديد من مشاعر الحزن المختلطة بالفرح، فإن انتهاء شهر رمضان من أكثر الأوقات حزناً علي المسلم، فلا يعلم كل منا هل سيعود عليه رمضان المبارك مرة أخري، ام أنه كان آخر رمضان لحياته، كذلك من لا يجتهد خلال الشهر يندم في أواخره علي تركه هذه الفرصة، لكن الشعور الأقوى لدي المسلمين، هو البهجة والسرور لقدوم عيد الفطر المبارك، وبالتالي يحاول الأئمة في المساجد تحضير خطبة تحمل مشاعر جميع المسلمين، فتحمل في ثناياها حزن فراق الشهر المبارك، وبهجة قدوم عيد الفطر.
خطبة عن وداع رمضان واستقبال العيد PDF
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، والصّلاة والسّلام على سيّد الخلق محمّد الصّادق الوعد الأمين، وعلى أله وأصحابه ومن سار على نهجه بإحسانٍ حتّى يوم الدّين، بلّغ الرّسالة ونصح الأمّة وجاهد في الله حقَّ الجهاد حتّى أتاه اليقين من ربّه، أمّا بعد، فمن يعمل مثقال ذرّةٍ خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرةٍ شرا يره، فالعاقل من يتعّظ بما سنّ رسول الله من أحكام، وما شرّع لنا ربّنا الحريص بنا من فرائض:
أخوة الإيمان والعقيدة، اعلموا أنّ أبواب الرّحمة في شهر رمضان عظيمة الشّأن، فاحرصوا على أن يتقبّل الله منكم العمل الصّالح، لأنه الوارث منكم، واختموا تلك الأيّام بإكمال الطّاعات لتكون على النّحو الذي يرضاه الله عنكم، وأدوا زكاة الفطر، تلك التي تكفل تمام الصّيام، فهي تستمرّ معكم حتّى صلاة العيد، فلا يجوز يا إخوتي أن تقعوا في المكروه بعد ذلك، حتى تنالوا ثوابها وثواب الشهر الفضيل، عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: “فرضَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ”
واعلموا أنّ مثقال الذّرة باقٍ عند الله، وأن ما تقدّمونه لأنفسكم ستجدونه في صحيفة أعمالكم يوم نلقى ربّنا وهو راضٍ عنّا، تلك اللحظة التي تعدل الدّنيا وما فيها من الفِتن، فمن كان منكم محسنًا، فليحافظ على إحسانه بعد رمضان، فلا يمسّ طاعاتكم أيَّ غرور، ومن كان غير ذلك، فليتّعظ من جريان السّنوات دون توقّف، فهي دنيا مهما علت سوف تبقي دُنيا فانية لا طائل منها، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فيا فوزًا للمُستغفرين، استغفروا الله.
اهمية الخطابة في الإسلام
الخطابة إحدى اهم وسائل نشر تعاليم الإسلام ومبادئه، حيث أخذها الصحابة رضي الله عنهم سنًة من الرسول صلي الله عليه وسلم، والذي كان يجمع المسلمين ويخطب فيهم بإحدى مبادئ الإسلام، وذلك ليعلم المسلمين دينهم دون تحريف، ويكون لشرع الله الصوت الأعلى في أرجاء البلاد، ووضعت الخطبة ضمن أنواع الأدب العربي والفنون، وتعقد الخطب لأكبر من غرض، قد يكون هدفها هو إيصال عظة دينية، او حل مشكلة سياسية، او دعوة سياسية للجهاد وما إلي ذلك، لذلك فإن الخطابة فن راقي يحتاج إليه المسلمين جميعاً، كما لا يستطيع جميع الناس الخطابة؛ لأن الأمر يستلزم فصاحة اللسان والشجاعة وعلم يكفي لهذه المكانة.