الإمام الحذيفي من اشهر القراء في العالم الإسلامي، فإن العالم الإسلامي غني بالرموز والشخصيات التي أثرّت في الشعوب العربية، فتلك الشخصيات تقوم بتوريث ونقل كنوزها الفكرية والعلوم الأصيلة لجميع الشعوب والمجتمعات العربية بل والغربية، نقلاً عن علماء وأدباء ومفكرين وقُراء تميزوا في مجالاتهم في العهد القديم.

فلقد جاء بعد عهد الخلفاء الأربعة (أبو بكرالصديق – عُمر بن الخطاب – عثمان بن عفان – على بن أبي طالب) عبادلة القرآن وهم ( عبد الله بن عُمر – عبد الله بن عباس – عبد الله بن الزُبير- عبد الله بن عمرو بن العاص)، فعند إزدياد أعداد المسلمين وإنتشار الإسلام، وجدوا عبادلة القرآن الأربعة بأنه لابد من إستخدام قراءات للقرآن الكريم تتناسب مع إختلاف لهجات العرب، ومن هنا جاء إنتشار وتعَلُم القراءات، لذلك سنتعرف على واحد من أشهر القُراء في المملكة العربية السعودية في هذا المقال.

نشأة الإمام الحذيفي

لقد ولد الإمام الحذيفي في 1 رجب 1366 هجرياً، بقرية القرن المستقيم بالعرضية الشمالية جنوب منطقة مكة المكرمة، لقد عاش الشيخ الحذيفي في أسرة متدينة أثّرت في نشأته وفي تَعلُقهِ بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، فلقد عاش متأثراً بوالده الذي كان يعمل إماماً وخطيباً في الجيش السعودي.

مراحل التعليم الأساسي للإمام الحذيفى

لقد كانت طفولة الإمام  الحذيفي في كُتّاب قريته، فلقد ختم في البداية القرآن الكريم نظراً، مع حفظ بعض أجزائه، كما درس بعض المتون في العلوم الشرعية المختلفة، وفي عُمر الـ 15 عاماً التحق بالمدرسة السلفية الأهلية بمحافظة بلجرشي وتخرج فيها بما يُعادل المرحلة المتوسطة، ثم التحق بالمعهد العلمي في بلجرشي عام 1383 هـ وتخرج فيه سنة 1388 هـ، مكملاً للمرحلة الثانوية.

مراحل التعليم الجامعي

واصل دراسته الجامعية بكلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وتخرج فيها عام 1392 هـ، لم يكتفي الشيخ الحذيفي بذلك التعليم فقط، بل حصل على درجة الماجستير والدكتوراه من جامعة الأزهر وتخصص في قسم الفقه شعبة السياسة الشرعية وكان موضوع الرسالة (طرائق الحكم المختلفة في الشريعة الإسلامية دراسة مقارنة بين المذاهب الإسلامية). ( من موقع ويكيبديا)

مراحل تعيين الإمام الحذيفي في التدريس الجامعي

إن بعد تخرج الشيخ من الجامعة تم تعيينه مدرساً بالمعهد العلمي في محافظة بلجرشي وقام بتدريس التفسير والتوحيد والنحو والصرف والخط، وقد عمل في الجامعة الإسلامية منذ عام 1397 هـ ، فلقد قام بتدريس التوحيد والفقه في كلية الشريعة، كما درّس في كلية الحديث وكلية الدعوة وأصول الدين، ولم يكتفي بذلك فحسب بل درّس المذاهب بقسم الدراسات العليا، وقام بتدريس القراءات بكلية القرآن الكريم.

مناصب الشيخ الحذيفي كإمام وخطيب

لقد كان الشيخ الحذيفي إمام وخطيب بمسجد قباء قبل عام 1398 هـ ولفترات متفاوتة، كما كان إماماً و خطيباً للمسجد النبوي الشريف منذ عام 1399 هـ إلى عام 1401 هـ، حيث كان إماماً للفروض الخمسة، وقد كان إماماً وخطيباً في المسجد الحرام في مكة المكرمة في 1 رمضان 1401 هـ، ومنذ عام 1402 هـ إلى الآن فهو يشغل منصب إمام وخطيب للمسجد النبوي.

كبار القُراء الذي تعَلّم القراءات من خلالهم

 لابد على كُل قارىء للقرآن أن يحصُل على إجازة من المشايخ المتمكنين في القراءات، لذلك تعلم الشيخ الحذيفي القراءات على يد عدد من كبار القُرّاء اللذين قاموا بإعطاءه إجازة قراءة القرآن بالقراءات المختلفة بعد تعلمها جيداً، ومن هؤلاء العلماء:
1- الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات الذي حصل من خلاله على إجازة في القراءات العشر.
2- الشيخ عامر السيد عثمان، حيث نال الشيخ الحذيفي من خلاله على إجازة القراءة برواية حفص.
3- الشيخ عبد الفتاح القاضي الذي قرأ عليه ختمة برواية حفص.
4- إجازة في الحديث من الشيخ حماد الأنصاري.

تلاميذ الحذيفي

من خلال سيرة الشيخ الحذيفي يتضح إلى أي مدى حياة الشيخ غنية بالعلم والإيمان، فلقد تعلم على يد الشيخ الحذيفي آلاف وآلاف من الطلاب بُحكم مناصبه الجامعية وعمله كإمام، ولكن من بين أشهر التلاميذ اللذين تعلموا من علمه، نذكر الشيخ عبد المحسن القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي، والشيخ عبد الله الجهني إمام وخطيب المسجد الحرام، والشيخ خضر بن محمد السهيمي إمام ومعلم قرآن بتبوك.

الإمام الحذيفي كانت رحلة حياته مليئة بالاجتهادات الربانية، فكانت حياته مليئة بالعلم الاسلامي، وظهر على ايده الكثير من الاجيال التى تعلمت النصائح الدينية على يده