نقدم لكم اليوم حوار بين العلم والجهل، فما الحياة سوى حوار وصراع دائر لا ينتهي بين الطرفين على مر الزمان، لذلك سنوضح  لكم كافة التفاصيل المتعلقة بموضوعنا.

حوار بين العلم والجهل

  • الجهل: المعرفة أمر ممل ولا حاجة له، ما الممتع في التعلم أو القراءة أو التفكير أو البحث؟
  • العلم: العلم مسلي للشغوف الذي يسأل ويبحث فالمعرفة متعة لمن يجربها ويعرف قيمتها، وانطلاق وسعادة لمن ذاق حلاوتها وازاح عن كاهله وكتفيه اثقال الجهالة والكسل والخمول.
  • الجهل: لكن التعلم أمر ممل وصامت ومتحجر وثقيل على القلب.
  • العلم: بل والله لا يوجد أثقل على النفس والقلب من الكسل والتسويف والجهل وبلادة العقل وتوقف الفكر، وان العلم يعطي للوجه نور وللقلب انشراح وللعقل يقظة وبهاء وجلال.
  • الجهل: إذاً لماذا يقبل على أغلب الناس، بينما يهجرك ويزهدك الكبير والصغير؟!
  • العلم: لأن المرتفعات صعبة الوصول والبقاء في القاع سهل الحصول، لكنه مميت خانق كئيب، فلابد في الحياة من كفاح لنيل اسمى المعاني وبلوغ أعلى المعالي.

اقرأ أيضًا: ما معنى تنكيس العلم

حوار بين العلم والجهل للأطفال

تتضمن هذه الفقرة حواراً تخيلياً مسرحياً دار ذات يومٍ بين العلم والجهل:

  • العلم: أنا العلم، أنا الذي اضأت الطرقات وفتحت العقول وحللت المشاكل وازلت الظلمات، ألا تعرفني؟
  • الجهل: وأنا المحبب لنفوس الكسالى، القريب لقلوب الفارغين، المهرب من التعب والعزاء عند الفشل، أنا صديق ضعاف النفوس الوفي.
  • العلم: ألا ترى أي مصائب تصنع وأي خير تمنع؟ ألا ترى ما اصاب امتنا بسببك وما اضعناه  في حقك؟
  • الجهل: اسكت ولا تتحدث عني بسوء، فاتباعي يريدون منك الهدوء، فأنا صديق الكسل والنوم والشرود.
  • العلم: لقد ضيعت أعمار الكثيرين بين السراب والخيال وتمني المحال وأبعدتهم عن العمل الجاد وجميل الفعال. انك ملعون في كل وقت وحال.
  • الجهل: وما ذنبي أنا؟ هل أجبرت أحداً على اتباعي وتحمل أوجاعي؟
  • العلم: الجهل يا أنت ! انك أنت هو الفساد، عين الفساد! الجهل هو المرض وهو الوباء وهو الفشل وهو الفقر وهو البطالة وهو بداية كل بلية ونهاية كل أمنية، الجهل ستار يستر عن الإنسان حقيقة تدهور حاله والتجاهل لمشاكله حتى تتفاقم إلى حد الإنفجار، الجهل هو أكبر خطيئة يرتكبها الإنسان في حق نفسه. 

اقرأ أيضًا: الاعجاز العلمي في قوله النجم الثاقب

حوار قصير بين شخصين عن العلم والجهل

هذا الحوار التخيلي قد يدور يومياً ، وكثيراً ما نراه ونسمعه يدور بين الكثير الأشخاص من مختلف التوجهات والافكار والتطلعات في حياتنا اليومية:

  • الأول: لماذا تتعب نفسك في الدراسة والقراءة والتحصيل، لقد مضى زمن التعب ياهزيل، هذه الأيام للتمتع والنزهات والإنطلاق والتصوير والتحميل.
  • الثاني: لا يمضي وقت العلم أبداً فالعلم هو السلاح الذي يتسلح به الإنسان في كل وقت ومكان، وبدونه يضيع الإنسان بين التقليد والتكرار ويتوه بين الحقيقة والخيال والصحيح والخاطيء ويجهل الفرق بين الناصح الأمين والمخادع  الماكر، القراءة  كنز وحماية ونور وهداية.
  • الأول: وماذا جنيت من طول السهر والتمحيق والتدقيق في صفحات الكتب، ضيعت عليك أجمل السهرات وأمتع الجلسات والضحكات والنكات!
  • الثاني: لقد صنت نفسي عن ضياع الأوقات وسيء الصفات، وصنت لساني عن فاحش الألفاظ  وفارغ الألغاز وملأت عقلي بما ينفعه في مستقبله وأعددت قلبي لما ينفعه في دنياه وآخرتهن وملأت صحيفتي بما يرضيني ويسعدني يوم العرض.
  • الأول: وما فائدة العلم في هذا الزمان الذي لا يعترف بالقيمة ولا القامة ،ولا يعترف إلا بالشكل والمال والممتلكات، بماذا يفيد الخلق والعلم في مواجه صرعات الموضة وصرخات الاستهلاك وضغط التسويق لكل ما هو فارغ وسطحي وسريع.
  • الثاني: يحميك علمك ما وصل إليه العالم من ضياع وسطحية وتفاهة عن تقليده والسعي خلفه والانبهار به، وينقي روحك من الإندماج معه.
  • الأول: ولكن ألم يفت الأوان على التصحيح  واخذ طريق الصعاب وترك الطريق المريح؟
  • الثاني: طالما في العمر بقية فاعلم أنه لم يفت الآوان أبدا يا صديقي، فكل يوم هو درس جديد وكل ثانية هي عبرة من حديد، وآداة لتحقيق كل ما نتمنىن لا وقت للبكاء على ما فات فلننطلق لكسب ما هو آت ولنستغل ما بقي من العمر من لحظات.

كانت هذه عدة حوارات مسرحية تخيلية تعكس حوار بين العلم والجهل وهو الحوار الأزلي منذ بدء التاريخ وخلق الانسان.